الاثنين، 21 فبراير 2011

ثورة ... ثورة حتي النصر ثورة في كل شوارع مصر .



صباح القل يا بلادي ... صباح نادي ... صباح الحرية يا بلادي




لحظات من الفرحة و الحزن , لحظات من الخوف و من البكاء و القلق .... كل هذه مشاعر انتابتني اكثر من مرة في اليوم الواحد علي مدار ثمانية عشر يوما .
البداية الخامس و العشربن من يناير الماضي متظاهرين و محتجين خرجوا حالمين بالحرية بالعدالة الاجتماعية و الديموقراطية. لم اري في حياتي مشهد اروع من ذلك و لم اري بلادي بهذا التحضرمن قبل . ساعات و ساعات
تعلو الهتافات و تددفق الجموع حالمة بالحرية .
استمر هذا المشهد اكثر من عشر ساعات الا ان بداء الاشتباك مع قوات الامن و لا اعلم لماذا ؟ لقد خرجنا في سلام حالمين بالحرية , باحثين عن الامل مصرين علي الحياة .
لكن لم تكن هذه رغبة النظام الذي استمر في استخدام العنف بكل اشكاله . لم تكن فقط عصا الامن و لكننا الاول مرة نري القنابل المسيلة للدموع و الرصاص المطاطي بل و الاسوء من ذلك و ذاك باتت سيارات الامن تدهس المتظاهرين بكل قسوة .


مشهد من ابشع و من اشجع المشاهد في الحياة حيث استمر العنف و زاد الي يوم الجمعة التي سميت بجمعة الغضب .
و لكن كلما زاد العنف كانت تزيد الارادة و التصميم و تعلو الهتافات فلن نذهب الي بيوتنا الا اذا نلنا الحرية .
و من هنا سقط الكثير من الشهداء و سالت الدماء التي كانت دافع اكبر لنكمل المسيرة فلم يكن احد منا يهاب الموت فلقد اعتزمنا ان نحرر الوطن و نراه افضل.


مساء الجمعة الثامن و العشرون من يناير حيث بداءت الموءامرة الاولي من النظام بانسحاب قوات الامن كاملة و فتح السجون .
لن اطيل في هذه التفاصيل كثيرا فالعالم باسره شاهده اما علي الفضائيات و اما عايش الموقف حيا , لكنني فقط اردت ان استعرض المشهد من البداية كما رايته .
ما بعد الثامن و العشرون من يناير و بعد ان سقط العديد من الشهداء و توالت الاحداث زادت الاعداد و اخذنا من ميدان التحرير بيتا لنا حيث بات ميدان التحرير صوت الامة و صوت الحرية , عندها اصبح الشعب يهتف " الشعب يريد اسقاط النظام " فلقد خرج المارد ثائرا و لن يعود الا اذا سقط النظام . ثم خرج خطاب الرئيس السابق لياعاطف معه الكثير من الشعب و نتهم نحن بالخيانة او بالغباء لاننا مازلنا نحلم بالحرية و لكننا اخذنا علي عاتقنا المسئولية و اكملنا المسيرة .
في اليوم التالي جائت المفاجاءة بموءامرة جديدة و التي سميت بموقعة " الجمل" حيث انقض البلطجية و المسلحين علينا بالميدان و نحن عزل من السلاح . سقط الشهداء و سالت الدماء ثم عادوا مرة اخري في فجر اليوم التالي ليطلقوا الرصاص الحي و يسقط الكثير و الكثير اهكذا وعد الرئيس و النظام بالحفاظ علي امن المواطنين و الدولة !!!
زادت الاعداد و المساندات مرة اخري و عاد الشعب ليساند اخوانه الثوار و كاءن الله انعم علينا بغباء النظام .
و لم يكن تغير الحكومة او وعود الرئيس بعدم الترشح هو المطلب فلقد اصبح اسقاط النظام الفاسد هو الحلم و من هنا بداء اسبوع الصمود .
في هذا الاسبوع شعرنا و عشنا معاني كثيرة لا يوجد اجمل منها حيث تتبادل الاحضان مع اخوانك الثوار و انت لا تعرفهم لمجرد انك غنيت اغنية بسيطة تحمل من معاني حقيقة الحياة التي كان يعيشها هذا الشعب , تعلمت ايضا في هذه الايام معني الوحدة الوطنية الحقيقية فلقد كنا نصلي و اخواننا المسيحيون يحموننا .
معاني كثيرة و لحظات ممزوجة باجمل المعاني في حب الوطن حيث لا تسطيع كلمات الدنيا باسرها ان تصفها , معاني لن تعيشها الا اذا كنت شاركت في الحلم بميدان التحرير .
مر اسبوع الصمود و النظام يحاول استعادة زمام الامور و لكن ارادة الملاين من الشعب مازلت الاقوي . " فاذا الشعب يوما اراد الحياة ... فلا بد ان يستجيب القدر "


الخميس العاشر من فبراير , اذاع حوالي الساعة الخامسة عصرا بيان من الجيش يناشد به الثوار و الشعب بالاطمئنان و ان هناك اخبار سارة قريبا تحمل مطالب الشعب .
انقض الثوار علي الشوارع فرحة فقد شعرنا ان النصر قريبا و ان القدر بدا يستجيب .
الا ان خرج الرئيس السابق بخطابه ليحطم امال الملاين في حلم الحرية , خرج ليفوض نائبه و ليتعهد بمعاقبة الفاسدين اشد العقاب و لكن لم يكن هذا هو المراد فالتنحي الكامل و الاطاحة بالنظام الفاسد كاملا هو الحلم .
اطفاءت انوار الفرحة و عم الحزن و لكن تخلخلته الارادة فلقد اقسمنا الا نعود من دون الحرية .
اعتزم الثوار و الشعب علي مسيرة مليونية في اليوم التالي .. اليوم الثامن عشر من الثورة انطلاقا الي ميدان التحرير صوت الحرية الذي بات يسع كل من يريد ان ياءتي ليشارك في صنع الحلم .
ثم فجاءة و من دون اي مقدمات دوت الصرخات و الهتافات فلقد جاء الخبر بتنحي الرئيس و تولي الجيش . مشهد لا يوصف دموع و فرحة و احضان و بكاء , اعلام مصر تررف في سماء الوطن الجديد و اصبحت الاعداد تددفق علي الميدان و الشوارع فلقد خرج الشعب باكمله لكي يكون شاهدا علي ميلاد وطن جديد وطن حر .
في هذه الحظات لم استطيع ان اترك الميدان و لم استطيع ان امنع دموعي فلقد عشنا في هذا الميدان ثمان عشر يوما نحلم بهذه الحظة بل و من قبلها ثلاثون عاما .


هكذا كانت الثورة ... ايام من الحزن و بحور من الدماء و دموع من الفرحة و ايام و سنين مشرقة ساطعة في سماء الحرية .
الاحترام كل الاحترام لكل الشهداء الذين هم ماتوا كي نعيش نحن , ستظلوا في قلوبنا و في ذاكرة التاريخ .


عاشت الثورة ... ثورة الشباب ... عاشت الحرية ... عاشت مصر ...


الاسم \ شاب مصري
العنوان \ ميدان التحرير
الجنسية \ مصري حر


عمار ياسر ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق